في الآونة الأخيرة..بدأنا نعتاد على سماع كلمة ابداع أو مبدع بكثرة..وهذا بحد ذاته ليس مشكلة!
لكن المشكلة في أن هذه الكلمة تقال لأشخاص الإبداع لديهم “كبعد عبدلي عن خط وفرتي”!

وهم في الحقيقة أشخاص “يبدعون” بنشر الفكر السطحي والتافه بلا فائدة أو قيمة حقيقية.. وهم انعكاس لحالة الفراغ والجمود الفكري والثقافي الذي يترعرع بمجتمعنا..كما أن البعض منهم اشترى نجاحه بالفلوس..وأجّر مطبلين ومدّاحين له!

وهم في الحقيقة أشخاص غير مؤهلين أصلاً في المجال الذي يعملون به وتنقصهم الكفاءة..فكيف يكونوا مبدعين ويلقبون بأعلى الألقاب الرنانة!
التي أصبحت “تلك الألقاب” متاحة لكل من هب ودب يزاول مهنة أو هواية فيسمى خبير واختصاصي!

فتجد أي شخص يدش المطبخ و”يبربس” يسمونه شيف!

وأي واحدة “تشخبط” بوجوه البنات و”تهول” بملامحهن تسمى ميك اب آرتست أو خبيرة “تجكير” عفواً قصدي تجميل!!

وأي شخص يلتحق بدورتين تدريبيتين أو ثلاث مدتها لاتزيد عن أسابيع يتحول إلى “محاضر” ويلقي دورات مدفوعة!

وأي شخص يمتلك المال والنفوذ يصبح “رئيس تحرير” بمجلة أو جريدة وهو يخطئ إملائياً بكتابة أسهل العبارات!

وأي بلوقر وإنستغرامر يتحول إلى “بوق” و”مطبل” للشركات.. ويكون الموضوع الأوحد لديه هو استعراض سلع ومنتجات الشركات بلا تقييم ولاتجربة مفيدة..يسمى مبدع ومجتهد! ويعد مفخرة للوطن!

أما تصميم الأزياء فهو من أصعب المجالات التي لايمكن إتقانها بسهولة لمجرد توفر الموهبة..اذ تحتاج إلى موروث منذ الصغر يكتسبه المصمم من الأهل والبيئة المحيطة به لتكون لديه ثقافات حتى تخرج التصاميم بطابع مميز وبذوق رفيع!
لكننا نرى مصممات “يرقعن” بالأقمشة بلا تناسق أو ابتكار..ويسمين أنفسهن مصممات أزياء!

وبكل صراحة لا أضع اللوم بالدرجة على هؤلاء لأن من يشجعهم هم الناس أنفسهم
الذين انساقوا “لمن ادعوا أنهم مبدعون ومشهورون” ولم ينتبهوا بأن ظهورهم أتى فجأة! في عصر تويتر وانستغرام..الذي اختلط فيه الحابل بالنابل!
ومانراه من المديح المبالغ فيه لهؤلاء وفرض أنفسهم “بقوة” في ظهورهم الإعلامي،الغرض منه خداع الناس بهدف الربح المادي واستنزاف أموال السذج!